عن مقتل الأسود العنسي


يقول مؤلف كتاب :  تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية

[ولا بد لنا من الإشارة أخيرًا إلى التاريخ الذي قتل فيه الأسود العنسي، فهل جرت حادثة القتل قبل وفاة النبي أم بعد وفاته؟ يذكر اليعقوبي أن الأسود العنسي تنبأ في عهد رسول الله، فلما بويع أبو بكر ظهر أمره، واتبعه على ذلك قوم، فقتله قيس بن هبيرة المرادي، وفيروز الديلمي، دخلا منزله وهو سكران فقتلاه.

أما الطبري فيروي، نقلا عن سيف، أنه قُتل قبل وفاة النبي، وأنه صلى الله عليه وسلم أوحي ذلك إليه ليلة حدوثه فقال: "قتل العنسي، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين" قيل: من قتله؟ قال: "فيروز، فاز فيروز"، وفي رواية أخرى نقلًا عن عمر بن شبة أن خبر موت العنسي وصل إلى المدينة بعد أن قبض رسول الله، فأمضى أبو بكر جيش أسامة بن زيد في آخر ربيع الأول، وأتى مقتل العنسي في آخر ربيع الأول بعد مخرج أسامة؛ وكان أول فتح أتى أبا بكر، وهو في المدينة. ]

واضح من كلام اليعقوبي أن الأسود العنسي قُتل بعد وفاة الرسول ص بمدة بأمر من أبي بكر.
أما الحديث المذكور في رواية الطبري فهو مكذوب بعناية مدروسة، المراد منه أن يعتقد الناس أن الرسول ص كان لا يزال على قيد الحياة عندما قُتل الأسود العنسي، وأنه هو من أمر بقتله، وهذا غير صحيح، وفيه إساءة عظيمة للرسول الأكرم، إنما زعموا ذلك لإبعاد التهمة عن أبي بكر، إذ لا يمكن لنبي أن يأمر بقتل نبي آخر.
يزعمون أن الأسود العنسي قتله فيروز بمساعدة إزاد الفارسية،
وأن مسيلمة قتله وحشي العبد الأسود الحبشي.
إنما هي عصابة قريش تقتل الأنبياء وتمسح دمهم في الأبرياء.
(وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)

عصابة قريش تريد أن تحكم العالم بتاريخ مزور وبالأكاذيب والإجرام والإرهاب، هل تعتقد أن عصابة قريش لم يعد لها وجود ؟ بلا، كل الفرق "الإسلامية" الإرهابية اليوم تسعى جاهدة لتحقيق الخلافة على منهاج الإرهابي الأول، أبي بكر، فحذار أن يستغفلوك.
لا بد أن أذكر أن كثيرا من الصحابة، ومنهم عمر بن الخطاب، لم يكونوا من مؤيدي الخليفة الأول على غزواته الظالمة، فالقرشيون ليسوا كلهم مسؤولين عما كان يصنع بعضهم كأبي بكر وخالد بن الوليد والتابعين لهم. ففي كل قوم صالحون ومجرمون.


___________________________