مسيلمة لم يكن كاذبا


يضحكون على مسيلمة وما يضحكون إلا على أنفسهم وما يشعرون


https://www.youtube.com/watch?v=YSdcoR9Jva4

https://www.youtube.com/watch?v=AYYkGmuoh8A
https://www.youtube.com/watch?v=bx3Z1CG2Beo





مسيلمة لم يكن كاذباً، بل كان نبيئاً ورسولا في قومه بني حنيفة، وكان يستقبل الوحي سنين عديدة قبل أن يبعث محمد ص رسولا في قومه قريش، وكانت له معجزات تضاهي أو تفوق تلك التي كانت لدى الرسول. وكان محمد ص على اتصال بمسيلمة منذ بدايات بعثته فثارت قريش ضده واتهمته بالتعلم من مسيلمة واتباع دينه الذي يرتكز على عبادة الرحمن لأنها كانت تعتبر الرحمن إلاها خاصا ببني حنيفة وليس اسما من أسماء الله الحسنى، واشتدت معارضتهم له حتى بلغ بهم الأمر إلى التآمر على قتله مما اضطره إلى الهجرة.  ولما عاد الرسول إلى مكة منتصرا خضع له كفار قريش مرغمين.  وفي عام الوفود جاء وفد بني حنيفة في أعداد كبيرة يترأسهم مسيلمة عليه الصلاة والسلام فاستقبلهم الرسول ص بحفاوة كبيرة، وكانت بينه وبين مسيلمة معاهدة في غاية الأهمية أشركه بموجبها معه في الإمامة وأمنه على قومه من عدوان قريش، فالرحال بن عنفوة رضي الله عنه كان صادقا عندما صرح بأن مسيلمة كان مشتركا مع الرسول في أمر النبوة والرسالة والإمامة. ولما توفي الرسول ص بويع أبو بكر بسرعة من طرف بعض أصحابه حتى لا ينفلت الأمر من بين أيديهم فوجد أبو بكر نفسه في ورطة لأنه يفتقد الى الشرعية الدينية مقارنة مع مسيلمة النبي والرسول الذي لا زال يستقبل القرآن وحيا والذي كان بينه وبين الرسول معاهدة شراكة، فاعتراف أبي بكر بإمامة مسيلمة سيكون بمثابة انتحار بالنسبة له ولقومه قريش.

ورد عن عائشة أنَّها قالت:
(جَمَع أبي الحديث عن رسول الله (ص) وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلّب كثيراً.  قالت: فغمّني، فقلت: أتتقلّب لشكوى أو لشيء بَلَغك؟ فلمّا أصبح قال: أي بُنيّة، هَلُمِّي الاَحاديث التي عندك. فجئته بها، فدعا بنار فحرقها. فقلت: لِمَ أحرقتها؟ ...)
أحرق أبو بكر المعاهدة وأحرق معها كل الأحاديث التي كانت بحوزته حتى لا ينكشف أمره. أحرق "مجلدا كبيرا" من السنة الصحيحة وترك المسلمين مع عنعنة وخرافات البخاري وأمثاله.

وأعلن أبو بكر الحرب على مسيلمة وقومه فدارت بينهم معارك وجود أو فناء، وانتصر في الأخير جيش أبي بكر بقيادة المجرم خالد بن الوليد فقتلوا مسيلمة وأصحابه ولم يكتفوا بذلك فقد كانوا يقتلون الأسرى أيضا وكل من تبث تعلقه بمسيلمة حتى يضمنوا محو كل تراثه.

ولما قتل مسيلمة رثاه بعض شعراء بني حنيفة بقوله:

لهفي عليك أبـا ثـمـامة    لهفى على  ركني  تهـامة
كم  آية  لـك  فــيهـــم     كالشمس تطلع من غمامة (أو كالبرق يلمع في غمامة)

وأخذ أبو بكر وأتباعه يمنعون الناس من الحديث عن مسيلمة.

عن أبي هريرة أنه قال :

حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ.

و رُوِيَ عنه أيضا أنه كان يقول : رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه.

ورُوي عنه أيضا أنه قال :  لو أخبرتكم أنكم تقتلون إمامكم وتقتتلون فيما بينكم بالسيوف لما صدقتموني.

لا شك أن أبا هريرة كان على علم بالمعاهدة التي أبرمت بين الرسولين، ومن الراجح أن يكون من بين الشاهدين عليها، لكنه لا يستطيع أن يبوح بشيء خوفا من بطش أبي بكر.

مات مسيلمة وأصحابه شهداء، وخلا الجو للمنتصرين، فأخذوا يؤلفون على مسيلمة ما يشاؤون من أحاديث وأخبار كاذبة حتى أصبح المغفلون وأحفاد كفار قريش يعتبرون تكذيب مسيلمة ولعنه وتقديس أبي بكر ركنا من أركان الإسلام.
يقول الدكتور جواد علي في المفصل :

(ويظهر من بعض ملاحظات "الطبري" عن هذه الأخبار، أنها إنما ظهرت، وقيلت بعد هلاك "مسيلمة ". فقد قال في موضع: " وكانوا قد علموا واستبان لهم، ولكن الشقاء غلب عليهم"، وقال في موضع آخر: "وانما استبان ذلك بعد مهلكه "، و " استبان ذلك بعد مهلكه ". ولهذه الملاحظات أهمية كبيرة بالطبع في تقييم هذه الروايات وصحتها، فالعادة أن من يفشل ويهلك لا سيما اذا كان قد نال حظاً من المكانة والجاه والاسم، يحمل عليه كثيراً، ولا يتورع حتى أصحابه ومن كان يؤمن به من الدس عليه.)

ومن أجل اكتساب شرعية دينية (مزيفة) اختلقوا أحاديث تمجد نظام الخلافة فظهر حديث الخلافة على منهاج النبوة ، والعشرة المبشرين بالجنة وأصحابي كالنجوم، ولا نبي بعدي، وبعثت بالسيف وغير ذلك كثير وكثير، فجعلوها من أركان الإسلام وكفروا من لا يؤمن بها، ففتحوا البلدان ظلما وعدوانا وقهروا الناس باسم الدين وهم يكفرون بالرحمن واستمر المسلسل الإرهابي الجهنمي إلى أن ظهر أبو بكر الداعشي متبعا ما كان يفعله أبو بكر وخالد بن الوليد خطوة خطوة.

لا يمكن للإسلام أن يتخلص من الإرهاب بدون الكف عن لعن مسيلمة وعن تقديس أبي بكر.



___________________________