6

لماذا زعم بعضهم أن لفظة الرحمن لم تكن معروفة عند أهل مكة في الجاهلية ؟

إنما يحاولون أن يجدوا عذرا لقريش: يريدون أن يدفعوا الناس للإعتقاد بأن قريشا لم يرفضوا رسالة النبي بسبب العصبية ولكن فقط لأنهم كانوا لا يعرفون معنى الرحمن، ثم قبلوا به لما فهموا أن الرحمن إسم من أسماء الله الحسنى، وليس مكرهين لانهزامهم أمام الرسول وأصحابه.

ورد في تفسير بن كثير :

وقد زعم بعضهم أن العرب لا تعرف الرحمن حتى ردّ الله عليهم ذلك بقوله: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى. ولهذا قال كفّار قريش يوم الحديبية لما قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعلي: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقالوا: لا نعرف الرحمن ولا الرحيم. رواه البخاري. وفي بعض الروايات: لا نعرف الرحمن إلاّ رحمن اليمامة.
وقال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا [ الفرقان:60 ] .
والظاهر أن إنكارهم هذا إنما هو جُحود وعناد وتعنت في كفرهم؛ فإنه قد وجد في أشعارهم في الجاهلية تسمية الله تعالى بالرحمن، قال ابن جرير: وقد أنشد لبعض الجاهلية الجُهَّال :

ألا ضَـرَبَتْ تلك الفتـاةُ هَجِينَها *  *  *  ألا قَـضَبَ الرحمنُ رَبى يمينـها

وقال سلامة بن جندب الطهوي:

عَجِلـتم علينا عَجْلَتينَـا عليكُمُ  *  *  * ومـا يَشَأ الرّحْمَن يَعْقِد ويُطْلِـقِ