22

لماذا يلعن المسلمون مسيلمة ويعتبرونه كذابا ؟

المسلمون الأولون قبل وفاة الرسول وفي بداية عهد أبي بكر كانوا يعرفون حقيقة مسيلمة ونبوته (في قومه)، ولم يكونوا يعتبرونه كذابا، وأبو بكر نفسه لم يكن يعتبر مسيلمة كافرا مرتدا ولا كاذبا، وإنما حاربه من أجل احتفاظ قومه قريش بالمكتسبات التي حصلت عليها قبل وفاة الرسول من سلطة ومال وهيمنة على قبائل الجزيرة العربية ولأنه كان يرى في نبوته خطرا كبيرا بالنسبة له ولقريش. وبعد مقتل مسيلمة مَنع أبو بكر وعصابته الناس من الخوض في قضيته كما صرح بذلك أبو هريرة في حديث البلعوم. وأشاعوا أنه إنما كان كذابا حتى أصبح الخبر متواترا ومن قبيل المسلمات.
وجاءت الفتوحات الإسلامية فانشغل الناس بحروبهم ومصالحهم وغنائمهم ونسوا مسيلمة، وصدقوا إشاعة كذبه، تبعا لقادتهم غريزيا من غير تفكير في الموضوع، وكل من أدرك حقيقته أو حدثته نفسه بشيء فإنه يلتزم الصمت إما خوفا على حياته أو تعصبا لقريش، أو حفاظا على فوائد حصل عليها. واستمر الأمر هكذا قرنا بعد قرن إلى يومنا هذا. ولكن الحقيقة لا بد أن تظهر يوما ما ولا بد من رد الإعتبار إلى مسيلمة وقومه ومحاربة كل من يدعو إلى الخلافة على منهاج الإرهابي الأول أبي بكر وعصابته.

هل يعقل أن يكون مسيلمة كاذبا وقد كان يستقبل الوحي سنين عديدة قبل بعثة الرسول وكانت قريش في بداية البعثة تتهم الرسول بالتعلم منه واتباع دينه ؟
و أكل الذئب الحمل بحجة أنه عكر عليه الماء مع أن الماء يجري في جدول بمنحدر يوجد الذئب في أعلاه والحمل في أسفله والكل صدق الذئب خوفا من بطشه وبطش أتباعه وهكذا أصبح الذئب صِدّيقا ومسيلمة كذابا.



وهكذا حلت بالمسلمين لعنة مسيلمة عليه السلام ولن ترتفع ما داموا يلعنونه.