مسيلمة في سؤال وجواب (مختصر)




مسيلمة عليه الصلاة والسلام كان نبيا ورسولا حقيقيا ولم يكن كاذبا.

حقيقةٌ مذهلةٌ طُمِسَت قهراً لعدة قرون، وقد حان الوقت لإعادة الإعتبار له ولقومه، ولفضح المجرمين والكذابين الحقيقيين الذين دشنوا مسلسل القتل والإرهاب الذي استمر من يوم الإعتداء عليه وعلى قومه إلى يومنا هذا.
لا بد من مراجعة التاريخ مراجعة جدرية عقلانية ومحايدة.
لا بد من فضح المجرمين وتطهير التراث من الأكاذيب الخطيرة التي لا يزال سمها ساريا يتفاقم ويستفحل ويحصد أرواح الأبرياء.
لا بد من رد الإعتبار إلى مسيلمة وقومه وأحفادهم فقد كانوا موحدين في وقت كان فيه آخرون مشركين.

      ما أهمية اسم الله "الرحمن" في تاريخ الإسلام؟


إسم الله "الرحمن" له مكانة خاصة في القرآن الكريم.  أما قريش فكانت لهم مشكلة مع هذا الإسم بالذات لأنهم كانوا يعتبرون الرحمن إلاها لجيرانهم بني حنيفة، وليس إسما من أسماء الله الحسنى. فكبرياؤهم واعتزازهم بأنفسهم لايسمح لهم بأن يغيروا دينهم ويعبدوا إلاه قوم آخر، ولا سيما أنهم كانوا يعلمون أن النبي ص كان على اتصال مع نبيهم مسيلمة. ولهذا كانت معارضتهم للرسول شديدة جدا، فكانوا يؤذونه ويعذبون أتباعه حتي بلغ بهم الأمر إلى التآمر على قتله مما اضطره إلى الهجرة.

        هل في القرآن الكريم ما يدل على رفض قريش لإسم الرحمن ؟

 [... وذكر المفسرون في تفسير قوله تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}، أن مسيلمة كان يُدعى الرحمن. فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، اسجدوا للرحمن قالوا : أنسجد لما يأمرنا رحمن اليمامة يعنون مسيلمة بالسجود له.]
وفي تفسير القرطبي لسورة الرحمن :
 [قيل: نزلت جوابا لأهل مكة حين قالوا: إنما يعلمه بشر وهو رحمن اليمامة، يعنون مسيلمة "الكذاب"، فأنزل الله تعالى: "الرحمن. علم القرآن].

           أي شيء في رسالة النبي كان  أكثر إزعاجا لقريش ؟

في سيرة بن هشام:
[زعماء قريش تفاوض الرسول صلى الله عليه وسلم  ...
إلى أن قالوا:
إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن، وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبدا، فقد أعذرنا إليك يا محمد ، وإنا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك ، أو تهلكنا. ...]
تهديد شديد وخطير. وقد انتقموا لأنفسهم بقتل مسيلمة مباشرة بعد وفاة الرسول، ولو كانوا يؤمنون بالرحمن حقا ما قتلوه.

        أيهما ظهرت قبل الأخرى نبوءة مسيلمة أم نبوءة الرسول ؟

يقول العلامة جواد علي :
[ويظهر من غربلة ما ذكره أهل الأخبار عن "مسيلمة" أنه كان أكبر عمرا من الرسول. وأنه كان قد تكهن وتنبأ باليمامهّ ووجد له أتباعا قبل نزول الوحي على النبي. ]
ويقول:
[وأنا لا أستبعد ما نسب إلى "مسيلمة" من دعوى نزول الوحي عليه، وتسمية ذلك الوحي "قرآنا" أو كتابا أو سفراً، أو شيئاً آخر،...]

        هل استبد أبو بكر برأيه ؟

بكل تأكيد. لم يستمع أبو بكر إلى نصيحة عمر بن الخطاب والصحابة رضي الله عنهم عندما قرر الإعتداء على بني حنيفة وقتل مسيلمة وأصحابه. لو أن عمر كان أول خليفة لرسول الله ص لاصطف المسلمون إلى رأيه ولما تورط الإسلام في كارثة الإرهاب ولما ظهرت داعش وأمثالها.

        من أحق الناس بخلافة الرسول ؟

أحق الناس بخلافة الرسول ص  هو مسيلمة بالطبع؛ الراجح أن الرسول قد أوصى له بالإمامة بأمر من أرواح الوحي لأنه كان مشتركا معه في الرسالة،  لكنهم اتهموه بالهذيان وطمسوا وصيته في السقيفة وسارعوا إلى بيعة أبي بكر، قال عمر بن الخطاب  عن بيعة أبي بكر أنها كانت فلتة، أي أنهم تسرعوا في بيعته فأخطؤوا الإختيار. فكانت النتائج وخيمة وكارثية إلى يومنا هذا.

             متى ظهر الإرهاب في الإسلام ؟

يوم أحرق أبو بكر ما بحوزته من حديث و قرر  القضاء على مسيلمة.
ورد عن عائشة أنَّها قالت:
[جَمَع أبي الحديث عن رسول الله (ص) وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلّب كثيراً.
قالت:
فغمّني، فقلت: أتتقلّب لشكوى أو لشيء بَلَغك؟
فلمّا أصبح قال: أي بُنيّة، هَلُمِّي الاَحاديث التي عندك. فجئته بها، فدعا بنار فحرقها. فقلت: لِمَ أحرقتها ؟ ...]
خمسمائة حديث صحيح، مجلد من الحجم الكبير، أكبر مصيبة حلت بسنة الرسول. عجبا كيف يترضى أهل السنة على رجل أحرق سنتهم!

        ما هو سبب ظهور الجماعات الإرهابية ؟

ظهور الإرهاب في الإسلام عموما يتحمل وزره أبو بكر وعصابته لاعتدائهم ظلما على مسيلمة وقومه وعلى القبائل المسالمة ولوضعهم لعدد كبير من الأحاديث المكذوبة الخطيرة المناقضة للقرآن الكريم من قبيل : بُعِثت بالسيف، وأمرت أن أقاتل الناس، والخلافة على منهاج النبوة، والعشرة المبشرين، وغير ذلك من الخرافات التي أبدِعت خصيصا لأغراض العصابة وورثتهم.

        هل سمى مسيلمة نفسه "الرحمن" أو "رحمن اليمامة" ؟

مسيلمة كان يدعو إلى عبادة الله الواحد باسمه الرحمن وكان يتلقى الوحي و يعتبر نفسه رسولا من الرحمن، فهل يعقل إذن أن يسمي نفسه الرحمن أو رحمن اليمامة ؟
إنما هي قريش سمته كذلك نسبة لإله لا تعترف به كما سمته بعد وفاة الرسول ص بمسيلمة الكذاب لتبرير الإعتداء عليه.

        هل ارتد مسيلمة ؟

يقول العلامة الدكتور جواد علي في المفصل :
[هذا ولم أجد في الأخبار المتعلقة بمسيلمة خبرا يفيد صراحة أن مسيلمة كان قد اعتنق الإسلام ودخل فيه، ...، بل نجد فيها كلها أنه ظل يرى نفسه نبيا مرسلا من "الرحمن" وصاحب رسالة، لذلك فليس من الصواب أن نقول: "ردة مسيلمة"، أو "ارتداد مسيلمة"، أو نحو ذلك، لأنه لم يعتنق الإسلام ثم ارتد عنه، حتى ننعته بالمرتد.]

        لماذا أحرق أبو بكر ما بحوزته من حديث ؟

خلافا لما يعتقده الشيعة، فإن أشد ما كان يخشاه أبو بكر هو مسيلمة، وليس آل البيت، فمسيلمة، "رحمن اليمامة" الذي كفرت به قريش في بداية الرسالة وثارت في وجه الرسول بسببه، ها هو الآن رسول يستقبل الوحي بعد وفاة الرسول ص، وبما أن الرسول قد اعتبره شريكا له في نفس الرسالة فإن القرآن سيستمر في النزول على مسيلمة وسيقصده الناس من كل فج عميق ليسألوه عن أمور دينهم ودنياهم وليتبركوا به ويَحضَوا بصحبته، وما على الجميع الآن إلا أن يطيعوه ويقبلوا به كإمام لهم، وهذا أمر لا يمكن لقريش أن تقبل به أبدا، لأن قبوله سيُؤوَّل على أنه اعتراف بِسُمو بني حنيفة عليهم، وسيرفع من قدر مسيلمة إلى درجة الرسول الأعظم الذي به ابتدأت الرسالة وبه ستنتهي. لا بد إذن من إتلاف أي حديث فيه إشارة إلى مسيلمة. ولا سيما أن أبا بكر عازم كل العزم على التخلص منه  ومحو كل أثر لقرآنه وتراثه، وليس له أي خيار غير هذا إذا أراد أن يحتفظ لقريش بما حققته في حياة الرسول من جاه وسؤدد وما حصلت عليه من موارد مالية مهمة.

        لماذا قال أبو هريرة : وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم ؟

في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال :
حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ.
و رُوِيَ عن أبي هريرة أنه كان يقول : رُبَّ كيس عند أبي هريرة لم يفتحه.
و رُوي عنه أيضا أنه قال :  لو أخبرتكم أنكم تقتلون إمامكم وتقتتلون فيما بينكم بالسيوف لما صدقتموني. الإمام الذي أشار إليه أبو هريرة هو مسيلمة ، لأنه كان مشتركا مع الرسول في الإمامة.
لو كان أمر أبي بكر سليما لكان أبو هريرة مطمئنا ولما خشي على نفسه من شيء.
الأحاديث التي كان أبو هريرة ممنوعا منعا كليا من التصريح بها تخص علاقة الرسول مع مسيلمة واشتراكه معه في أمر الرسالة.

        هل كان لأبي بكر الحق في أخذ الزكاة من أقوام بعيدة عن قريش ؟

رفضوا أن يدفعوا له «الزكاة» وهم لم يبايعوه بعد. فلا حجة له عليهم إذن. أما ما قيل بعد ذلك من أنهم ارتدوا عن الإسلام فهو كذب وبهتان لتبرير العدوان الذي تعرضوا له. الزكاة فرضت على الأغنياء من أجل الفقراء لا من أجل أبي بكر .هل كان يريد أن يُعَبِّد بها الطرقات ويبني بها المدارس والمستشفيات والسدود وقنوات الري ؟ إنما كان يريد أن يجند بها العساكر لغزو شعوب مطمئنة وغافلة للحصول على المزيد والمزيد من «الزكوات». باطل أريدَ به باطلا.

        هل كان عمر بن الخطاب مؤيدا لأبي بكر في حروبه على بني حنيفة وغيرهم من مانعي "الزكاة" ؟

رُوِيَ عن عمر أنه قال :
]لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم ارتد من ارتد من العرب وقالوا : نصلي و لا نزكي فأتيت أبا بكر فقلت : يا خليفة رسول الله تألّف الناس و ارفق ﺑﻬم فإﻧﻬم بمنزلة الوحش فقال : رجوت نصرتك و جئتني بخذلانك، جبارا في الجاهلية خوارا في الإسلام، بماذا؟ بشعر عسيت أن أتألفهم مفتعل ؟ أو بسحر مفترى ؟ هيهات هيهات، مضى النبي صلى الله عليه و سلم وانقطع الوحي و الله لأجاهدﻧﻬم ما استمسك السيف في يدي و إن منعوني عقالا.]

        هل يوجد في القرآن الكريم ذكر لمسيلمة ؟

مسيلمة غير مذكور بإسمه لفظيا في القرآن الكريم، لكنه سبب نزول سورة الرحمن بأكملها وسبب نزول آيات قرآنية أخرى، منها :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا.
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ.               
كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ، قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ.
قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى.
وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ.

        وماذا عن مسؤولية قريش عامة ؟

هل يجوز أن نُحَمل عامة قريش مسؤولية وإثم مقتل مسيلمة ؟
معظم الصحابة كانوا مؤمنين بصدق وعن حسن نية برسالة النبي ص ولم ينخرطوا مع أبي بكر في محاربة مسيلمة، لعلمهم بأن ذلك باطل وحرام، وكان ذلك من أهم الأسباب التي جعلت أبا بكر يجد صعوبة كبيرة في التغلب على بني حنيفة، لا يجب إذن أن نحمل مسؤولية محاربة وقتل مسيلمة واصحابه إلى عامة قريش، المسؤولية والإثم في ذلك لا يتحمله إلا المجرمان أبوبكر وخالد بن الوليد وعصابتهما.

        من مؤسس الدولة الإسلامية الإرهابية ؟

الجواب واضح : أبو بكر وحده، وأعانه على ذلك المرتزقة والمجرمون الذين لا تهمهم إلا الغنائم والمناصب، وأكبرهم عدو الله خالد بن الوليد، أما رسول الله ص وأصحابه الصادقون بما فيهم عمر بن الخطاب فهم بريئون من ذلك.

        هل حقّاً وَصَفَ الرسولُ مسيلمةَ بالكذاب ؟

الآيات التي تشير إلى الجدال الذي دار بين القرشيين وبين النبي حول مسيلمة "رحمن اليمامة" تدل على أن الرسول لم يعتبر قط مسيلمة كذابا، لو لم يكن مسيلمة حقا نبيا لصرح الرسول بذلك منذ بدايات الوحي ولانتهى الأمر. كل حديث يزعم أن الرسول وصف مسيلمة بالكذاب هو بكل تأكيد من صناعة عصابة أبي بكر والتابعين لهم.

        هل يوجد تشابه بين قرآن مسيلمة وقرآن محمد ص ؟

مما يدل على تداخل الوحي عند الإثنين شهادة الرحال بن عنفوة:
]وشهد "الرحال بن عنفوة" أن رسول الله أشركه، أي أشرك مسيلمة، في الأمر، فتبعه الناس. وكان "الرحال" قد تعلم سورا من القرآن، فنسب إلى "مسيلمة" بعض ما تعلم من القرآن،...].    
الرحال رضي الله عنه لم يكن كاذبا فقد شهد له التاريخ بالتقوى والاستقامة: إذا كان ينسب إلى "مسيلمة" بعض ما تعلم من القرآن فإن ذلك يعني أن بعضا من الآيات القرآنية كانت قد نزلت على مسيلمة عليه السلام قبل أن يوحى بها أو بمثلها إلى الرسول ص. والرحال كان يعرف ذلك حق المعرفة فقد كان يؤمن بنبوتهما معا وبأنهما كانا مشتركين في نفس الرسالة.

        لماذا يلعن المسلمون مسيلمة ويعتبرونه كذابا ؟

المسلمون الأولون قبل وفاة الرسول وفي بداية عهد أبي بكر كانوا يعرفون حقيقة مسيلمة ونبوته (في قومه)، ولم يكونوا يعتبرونه كذابا، وأبو بكر نفسه لم يكن يعتبر مسيلمة كافرا مرتدا ولا كاذبا، وإنما حاربه من أجل احتفاظ قومه قريش بالمكتسبات التي حصلت عليها قبل وفاة الرسول من سلطة ومال وهيمنة على قبائل الجزيرة العربية، ولأنه كان يرى في نبوته خطرا كبيرا بالنسبة له ولقريش. وبعد مقتل مسيلمة مَنع أبو بكر وعصابته الناس من الخوض في قضيته، وأشاعوا أنه إنما كان كذابا حتى أصبح الخبر متواترا ومن قبيل المُسَلَّمات.
هل يعقل أن يكون مسيلمة كاذبا وقد كان يستقبل الوحي سنين عديدة قبل بعثة الرسول وكانت قريش في بداية البعثة تتهم الرسول بالتعلم منه واتباع دينه ؟
و أكل الذئب الحمل بحجة أنه عكر عليه الماء مع أن الماء يجري في جدول بمنحدر يوجد الذئب في أعلاه والحمل في أسفله والكل صدق الذئب خوفا من بطشه وبطش أتباعه وهكذا أصبح الذئب صِدّيقا ومسيلمة كذابا.
وهكذا حلت بالمسلمين لعنة مسيلمة عليه السلام ولن ترتفع ما داموا يلعنونه.

        هل ضاع من القرآن شيء ؟

ليس من مصلحة أبي بكر أن يتلف القرآن بعد وفاة الرسول، بل من مصلحته أن يجمعه في مصحف واحد حتى يكتسب شرعية دينية ويقطع الطريق أمام النبيئين أمثال مسيلمة والعنسي وغيرهم، ولكن إذا كان في القرآن ما يقر بنبوءة مسيلمة  فليس من مصلحته الإحتفاظ به ولا سيما أنه كان ينوي التخلص من مسيلمة وقرآنه. ونظرا للغموض الذي صاحب عمليات جمع القرآن في مصحف واحد بعد وفاة الرسول ونظرا لكون هذه العمليات كانت في بدايتها تحت إشراف أبي بكر وعصابته، فإنه من المحتمل جدا أن يكون قد ضاع منه الشيء الكثير. الله وحده يعلم الحقيقة.

        هل استعمل الخليفة سلطته لمنع الناس من الحديث عن رسول الله ؟

قال الذهبي في ترجمة أبي بكر : إن الصديق - يعني أبا بكر - قد جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال : [ إنكم تحدثون عن رسول الله (ص) أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله ، وحرموا حرامه].
نستنتج من هذا ومن حديثي البلعوم والكيس لأبي هريرة أن الخليفة استعمل سلطته لمنع الناس من الحديث عن رسول الله، والمراد عنده أن لا يتحدث الناس عن مسيلمة ص وعلاقته بالرسول، ولكن لا يمكنه أن يخصص حتى لا يفضح نفسه. ولهذا كان لزاما عليه أن يبدأ بنفسه ويتلف جميع الأحاديث التي بحوزته.
___________________

http://mussaylima.blogspot.com






___________________________